أصبح استخدام الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حتى في أكثر الأماكن غير المتوقعة، كالحمام. بينما يعتبره البعض وسيلة للاسترخاء أو تمضية الوقت، كشفت دراسة حديثة عن رابط مقلق بين هذه العادة الشائعة وزيادة خطر الإصابة بالبواسير. فهل يجب أن نعيد النظر في اصطحاب هواتفنا إلى هذا المكان؟
دراسة طبية تلقي الضوء على العلاقة بين استخدام الهاتف والبواسير
في مؤتمر أمراض الجهاز الهضمي لعام 2025، عُرضت نتائج دراسة طبية مثيرة للاهتمام، تشير إلى أن استخدام الهاتف المحمول أثناء الجلوس في الحمام قد يزيد من احتمالية الإصابة بالبواسير بنسبة تصل إلى 46%. هذه النتيجة دفعت الكثيرين إلى التساؤل عن الآثار الصحية المحتملة لهذه العادة المنتشرة.
الدراسة شملت 125 مريضًا بالغًا خضعوا لتنظير القولون كجزء من الفحوصات الروتينية. وكشفت النتائج أن 66% من المشاركين يستخدمون هواتفهم الذكية بانتظام أثناء تواجدهم في الحمام. والأكثر إثارة للقلق هو أن 37% من هؤلاء يقضون أكثر من ست دقائق في الحمام، بينما أقر 35% بأن استخدام الهاتف يطيل المدة التي يقضونها هناك. وقد تم تشخيص البواسير لدى 43% من المشاركين خلال التنظير.
بعد الأخذ في الاعتبار عوامل مثل العمر، والجنس، ومستوى النشاط البدني، وكمية الألياف المتناولة، تبين أن نسبة الإصابة بالبواسير كانت أعلى بشكل ملحوظ بين الأفراد الذين يستخدمون الهاتف باستمرار في الحمام.
لماذا يزيد استخدام الهاتف من خطر الإصابة بالبواسير؟
على الرغم من أن استخدام الهاتف نفسه لا يسبب البواسير بشكل مباشر، إلا أنه يلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بها. السبب الرئيسي هو أن استخدام الهاتف يطيل المدة التي نقضيها في الجلوس على المرحاض. هذا الجلوس المطول يزيد الضغط على الأوردة الموجودة حول المستقيم والشرج، مما يعيق تدفق الدم الطبيعي ويؤدي إلى تضخم هذه الأوردة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الوضعية التي نتخذها أثناء استخدام الهاتف، والتي غالبًا ما تكون منحنية وثابتة، تزيد من الضغط على منطقة الحوض. هذا الضغط الإضافي يمكن أن يساهم في تهيج الأوردة وتورمها، مما يزيد من احتمالية ظهور البواسير أو تفاقم أعراضها، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من الإمساك المزمن.
أعراض البواسير: ما الذي يجب أن تنتبه إليه؟
من المهم أن تكون على دراية بأعراض البواسير حتى تتمكن من التعرف عليها وطلب العلاج المناسب في الوقت المناسب. تشمل الأعراض الشائعة للبواسير ما يلي:
- نزيف طفيف بعد التبرز.
- حكة أو حرقة في منطقة الشرج.
- ألم عند الجلوس.
- الشعور بوجود تورم أو نتوء حول فتحة الشرج.
نصائح للوقاية من البواسير: حافظ على صحة منطقة الشرج
لحسن الحظ، هناك العديد من الإجراءات التي يمكنك اتخاذها للوقاية من البواسير وتقليل خطر الإصابة بها. إليك بعض النصائح الهامة:
- حدد وقتًا لاستخدام المرحاض: حاول ألا تتجاوز 5 دقائق في الحمام. إذا لم تتمكن من التبرز خلال هذه المدة، فقم وحاول مرة أخرى لاحقًا.
- تجنب اصطحاب الهاتف إلى الحمام: هذه الخطوة البسيطة يمكن أن تقلل بشكل كبير من الوقت الذي تقضيه في الجلوس على المرحاض.
- تناول نظامًا غذائيًا غنيًا بالألياف: الألياف تساعد على تليين البراز وتسهيل عملية التبرز، مما يقلل الضغط على الأوردة في منطقة الشرج. تناول الكثير من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
- اشرب كمية كافية من الماء: الماء يساعد على الحفاظ على رطوبة البراز ومنع الإمساك. حاول شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميًا.
- مارس التمارين الرياضية بانتظام: النشاط البدني يحسن الدورة الدموية ويساعد على منع الإمساك. حاول ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع.
- تجنب الإجهاد أثناء التبرز: إذا كنت تعاني من الإمساك، تجنب الإجهاد أو الضغط الشديد أثناء محاولة التبرز. قد يكون من المفيد استخدام ملين للبراز لتسهيل العملية.
متى يجب عليك استشارة الطبيب؟
إذا كنت تعاني من أي من أعراض البواسير، فمن المهم استشارة الطبيب لتقييم حالتك وتحديد العلاج المناسب. قد يوصي طبيبك بتغييرات في نمط الحياة، أو أدوية موضعية، أو إجراءات طبية أخرى حسب شدة حالتك.
الخلاصة: فكر مليًا قبل اصطحاب هاتفك إلى الحمام
على الرغم من أن استخدام الهاتف في الحمام قد يبدو عادة غير ضارة، إلا أنه قد يكون له آثار سلبية على صحتك على المدى الطويل. من خلال إدراك المخاطر المحتملة واتخاذ خطوات للوقاية من البواسير، يمكنك الحفاظ على صحة منطقة الشرج وتجنب المشاكل الصحية المحتملة.
تذكر، صحتك تستحق الاهتمام. لا تتردد في طلب المشورة الطبية إذا كنت تعاني من أي أعراض مزعجة. استشر طبيبك للحصول على تقييم شخصي وخطة علاجية مناسبة.