مرض لايم: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

مرض لايم: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ما هو مرض لايم؟

مرض لايم (lyme disease)، هو عدوى بكتيرية تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة حشرة القراد المصابة. ويُعرف مرض لايم أيضًا باسم داء لايم أو داء البورليات، وهو مرض متعدد الأجهزة يمكن أن يؤثر على الجلد والمفاصل والجهاز العصبي والقلب.

تُعد حشرة القراد ذات الأرجل السوداء، والمعروفة أيضًا باسم قراد الغزال، هي الناقل الرئيسي لمرض لايم في الولايات المتحدة، بينما تنتشر أنواع أخرى من القراد في أجزاء أخرى من العالم.

تختلف أعراض مرض لايم من شخص لآخر، وقد تتراوح من خفيفة إلى شديدة، ويمكن أن تظهر في مراحل مختلفة.

تعرّف في هذا المقال على مرض لايم وأسبابه وأعراضه وطرق علاجه والوقاية منه.

أسباب مرض لايم

يحدث مرض لايم نتيجة الإصابة ببكتيريا البوريليا برغدورفيرية (Borrelia burgdorferi) التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة حشرة القراد المصابة، والتي تتغذى على دم الحيوانات المصابة مثل الغزلان والفئران والطيور.

تنتشر حشرة القراد في المناطق المشجرة والعشبية، وهي أكثر نشاطًا خلال الأشهر الأكثر دفئًا. يمكن أن تلتصق حشرة القراد بالجلد وتبقى ملتصقة لساعات أو حتى أيام وهي تتغذى على الدم. كلما طالت مدة التصاق القرادة بالجلد، زاد خطر انتقال بكتيريا لايم.

لا تنتقل جميع أنواع القراد مرض لايم، بل إن حشرة القراد ذات الأرجل السوداء هي الناقل الرئيسي للمرض في الولايات المتحدة، بينما تنتشر أنواع أخرى من القراد في أوروبا وآسيا.

تتغذى حشرة القراد على دم الحيوانات المصابة، مثل الغزلان والطيور والقوارض، وعندما تلدغ القراد شخصًا سليمًا، فإنها تنقل إليه البكتيريا المسببة للمرض.

لا تنتقل العدوى عادةً إلا بعد أن تظل القرادة ملتصقة بالجلد لمدة 36-48 ساعة أو أكثر.

عوامل خطر الإصابة بمرض لايم

فيما يلي نوضح العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض لايم:

  1. قضاء الوقت في المناطق الموبوءة بالقراد، مثل المناطق العشبية والغابات.
  2. عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب لدغات القراد، مثل ارتداء ملابس واقية واستخدام طارد الحشرات.
  3. عدم فحص الجسم بحثًا عن القراد بعد قضاء الوقت في الهواء الطلق.
  4. إزالة القراد بطريقة غير صحيحة، مما يؤدي إلى زيادة خطر انتقال العدوى.

أعراض مرض لايم

تختلف أعراض مرض لايم حسب مرحلة العدوى. يمكن تقسيم المرض إلى ثلاث مراحل: المرحلة المبكرة الموضعية، والمرحلة المبكرة المنتشرة، والمرحلة المتأخرة.

المرحلة المبكرة الموضعية (Early Localized Stage)

تظهر أعراض المرحلة المبكرة الموضعية في غضون 3-30 يومًا من لدغة القراد المصابة، وتشمل ما يلي:

  1. ظهور طفح جلدي مميز يُعرف باسم طفح جلدي مهاجر (Erythema migrans)، وهو طفح جلدي أحمر دائري الشكل يبدأ كبقعة حمراء صغيرة في مكان اللدغة ويتسع تدريجيًا. وغالبًا ما يشكل شكل عين الثور مع مركز واضح.
  2. قد يصاحب الطفح الجلدي أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، مثل الحمى والقشعريرة والتعب وآلام العضلات والمفاصل والصداع وتيبس الرقبة.
  3. تورم الغدد الليمفاوية.


المرحلة المبكرة المنتشرة (Early Disseminated Stage)

إذا لم يتم علاج العدوى في المرحلة المبكرة، فقد ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم في غضون أسابيع أو أشهر من اللدغة، وتشمل أعراض المرحلة المبكرة المنتشرة ما يلي:

  1. طفح جلدي إضافي في أجزاء أخرى من الجسم.
  2. آلام المفاصل وتورمها، خاصة في المفاصل الكبيرة مثل الركبة.
  3. شلل بيل، وهو شلل مؤقت في عضلات الوجه.
  4. التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis)، وهو التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي.
  5. مشاكل في القلب، مثل التهاب عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocarditis) أو التهاب التامور (بالإنجليزية: Pericarditis).

المرحلة المتأخرة (Late Stage)

إذا تُرك مرض لايم دون علاج، فقد يتطور إلى مرحلة متأخرة بعد أشهر أو سنوات من اللدغة، وتشمل أعراض المرحلة المتأخرة ما يلي:

  1. التهاب المفاصل المزمن، خاصة في الركبة والكتف والكاحل.
  2. مشاكل عصبية، مثل التنميل والوخز والألم وضعف الذاكرة وصعوبة التركيز.
  3. اعتلال الدماغ اللايمي (Lyme encephalopathy)، وهو اضطراب عصبي يؤثر على الذاكرة والتركيز.
  4. اعتلال الأعصاب المحيطية (Peripheral neuropathy)، وهو تلف الأعصاب المحيطية يؤدي إلى الوخز أو التنميل أو الضعف في الأطراف.

تشخيص مرض لايم

يعتمد تشخيص مرض لايم على مجموعة من العوامل، بما في ذلك الأعراض والتاريخ الطبي والنتائج المخبرية.

إذا كان المريض يعاني من طفح جلدي مميز للهجرة الحمامية، فقد يكون التشخيص واضحًا. ومع ذلك، لا يصاب جميع المرضى بهذا الطفح الجلدي.

قد يطلب الطبيب اختبارات الدم للتحقق من وجود أجسام مضادة لبكتيريا لايم. ومع ذلك، قد لا تكون هذه الاختبارات دقيقة دائمًا، خاصة في المراحل المبكرة من المرض.

علاج مرض لايم

عادة ما يتم علاج مرض لايم بالمضادات الحيوية. يعتمد نوع المضاد الحيوي ومدة العلاج على مرحلة العدوى وشدة الأعراض.

المرحلة المبكرة: عادة ما يتم علاج مرض لايم في المرحلة المبكرة بدورة من المضادات الحيوية الفموية، مثل الدوكسيسيكلين أو الأموكسيسيلين أو السيفوروكسيم. تستمر الدورة عادة من 10 إلى 14 يومًا.

المرحلة المتأخرة: قد يتطلب مرض لايم في المرحلة المتأخرة دورات أطول من المضادات الحيوية، والتي قد تُعطى عن طريق الوريد. في بعض الحالات، قد يحتاج المرضى إلى علاج طويل الأمد لإدارة الأعراض المزمنة.

الوقاية من مرض لايم

يمكن اتخاذ العديد من الخطوات للوقاية من مرض لايم، بما في ذلك:

  1. تجنب المناطق الموبوءة بالقراد: حاول تجنب المناطق المشجرة والعشبية، خاصة خلال الأشهر الأكثر دفئًا عندما تكون حشرة القراد أكثر نشاطًا.
  2. ارتداء ملابس واقية: عند الخروج في الهواء الطلق، ارتدِ ملابس بأكمام طويلة وسراويل طويلة وأحذية مغلقة. ضع في اعتبارك معالجة الملابس والمعدات بمبيد حشري يحتوي على بيرميثرين.
  3. استخدم طارد الحشرات: استخدم طارد حشرات يحتوي على DEET أو بيكاريدين أو زيت الليمون أو الأوكالبتوس على الجلد المكشوف.
  4. افحص نفسك بحثًا عن القراد: بعد قضاء الوقت في الهواء الطلق، افحص نفسك وأطفالك وحيواناتك الأليفة بحثًا عن القراد. انتبه بشكل خاص للمناطق الدافئة والرطبة، مثل الإبطين والفخذ وخلف الركبتين وفروة الرأس.
  5. أزل القراد على الفور: إذا وجدت قرادة ملتصقة بجلدك، فقم بإزالتها على الفور باستخدام ملاقط دقيقة. امسك القرادة بالقرب من الجلد واسحبها للخارج بحركة ثابتة. لا تسحق القرادة أو تلويها.

نصيحة المجلة

مرض لايم هو عدوى خطيرة يمكن أن تسبب مجموعة متنوعة من الأعراض. من المهم طلب العناية الطبية إذا كنت تعتقد أنك قد تعرضت للدغة قرادة أو كنت تعاني من أي أعراض لمرض لايم. يمكن أن يساعد التشخيص والعلاج المبكر في منع حدوث مضاعفات طويلة المدى.

أحدث أقدم