ما هي المرارة؟
تُعد المرارة عضوًا صغيرًا على شكل كمثرى يقع أسفل الكبد في الجانب الأيمن العلوي من البطن، وتقوم بتخزين العصارة الصفراوية، وهي سائل يساعد على هضم الدهون. يمكن أن يتسبب التهاب المرارة، المعروف طبيًا بالتهاب المرارة الحاد، في ألم شديد ومضاعفات خطيرة إذا تُرك دون علاج. من الضروري التعرف على أعراض التهاب المرارة لطلب الرعاية الطبية في الوقت المناسب.
في هذا المقال، سوف نستكشف الأعراض والعلامات الشائعة لالتهاب المرارة، ونناقش أسبابه وعوامل الخطر، ونوضح خيارات التشخيص والعلاج المتاحة.
أعراض التهاب المرارة
يتمثل العرض الرئيسي لالتهاب المرارة في ألم البطن، والذي يمكن أن يتراوح من خفيف إلى شديد. عادة ما يبدأ الألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن، أسفل الضلوع مباشرة، ويمكن أن ينتشر إلى الكتف الأيمن أو الظهر.
قد لا يسبب التهاب المرارة أي أعراض ملحوظة في بعض الحالات، خاصة إذا كان الالتهاب مزمنًا، ولكن في حال ظهور الأعراض فإنها عادة ما تشمل ما يلي:
- ألم في الجزء العلوي الأيمن أو الأوسط من البطن.
- ألم في الظهر بين لوحي الكتف.
- ألم في الكتف الأيمن.
- الغثيان والقيء.
قد يبدأ الألم فجأة ويستمر لعدة ساعات، وعادة ما يكون الألم شديدًا ويحدث بعد تناول وجبة دسمة أو دهنية، وفي بعض الحالات قد يمتد الألم إلى مناطق أخرى في الجسم، مثل الظهر والكتف.
قد يصاحب التهاب المرارة أيضًا بعض الأعراض الأخرى، مثل:
- الغثيان والقيء
- الحمى أو القشعريرة
- اليرقان (اصفرار الجلد وبياض العينين)
- البراز بلون الطين
- عسر الهضم أو الانتفاخ
- ألم يزداد سوءًا بعد تناول وجبة دسمة
قد تكون هذه الأعراض مشابهة لحالات طبية أخرى، مثل التهاب المعدة والأمعاء أو التهاب البنكرياس. من المهم طلب المشورة الطبية للحصول على تشخيص دقيق.
أسباب التهاب المرارة وعوامل الخطر
يحدث التهاب المرارة عادة نتيجة انسداد القناة الصفراوية التي تخرج منها العصارة الصفراوية من المرارة، ويعد السبب الأكثر شيوعًا لانسداد القناة الصفراوية هو حصوات المرارة، وهي عبارة عن رواسب صلبة تتشكل في المرارة وتتكون غالبًا من الكوليسترول.
يمكن أن يؤدي وجود حصوات المرارة إلى تهيج جدار المرارة، مسببًا التهابها وتورمها، وفي بعض الحالات قد تنتقل هذه الحصوات وتسد القناة الصفراوية مسببةً الالتهاب أيضًا.
تتضمن الأسباب الأخرى لالتهاب المرارة ما يلي:
- التهاب القناة الصفراوية.
- أورام المرارة أو القناة الصفراوية.
- تلف القناة الصفراوية.
- انخفاض تدفق الدم إلى المرارة.
- بعض أنواع العدوى.
عوامل خطر التهاب المرارة
تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالتهاب المرارة، وتشمل ما يلي:
- الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المرارة مقارنةً بالرجال.
- العمر: يزداد خطر الإصابة بالتهاب المرارة مع التقدم في العمر.
- السمنة: الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن هم أكثر عرضة للإصابة بحصوات المرارة والتهاب المرارة.
- النظام الغذائي: اتباع نظام غذائي غني بالدهون والكوليسترول وقليل الألياف يزيد من خطر الإصابة بحصوات المرارة.
- التاريخ العائلي: الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بحصوات المرارة أو التهاب المرارة هم أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالات.
- بعض الحالات الطبية: مثل داء السكري وأمراض الكبد ومرض كرون.
- فقدان الوزن السريع: يمكن أن يؤدي فقدان الوزن السريع إلى زيادة خطر الإصابة بحصوات المرارة.
- بعض الأدوية: مثل حبوب منع الحمل وأدوية العلاج الهرموني.
تشخيص التهاب المرارة
لتشخيص التهاب المرارة، سيقوم الطبيب بمراجعة التاريخ الطبي للمريض وإجراء فحص بدني. قد يطلب أيضًا اختبارات إضافية، مثل:
- فحوصات الدم: يمكن أن تساعد فحوصات الدم في تحديد علامات العدوى أو الالتهاب أو مشاكل الكبد أو البنكرياس.
- الموجات فوق الصوتية للبطن: الموجات فوق الصوتية هي اختبار تصوير يستخدم موجات صوتية لإنشاء صور للمرارة والقنوات الصفراوية والأعضاء المجاورة. وهو الاختبار الأكثر شيوعًا لتشخيص حصوات المرارة والتهاب المرارة.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT): التصوير المقطعي المحوسب هو اختبار تصوير يستخدم الأشعة السينية لإنشاء صور مقطعية مفصلة للبطن. يمكن أن يساعد في تحديد حصوات المرارة والمضاعفات الأخرى لالتهاب المرارة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): التصوير بالرنين المغناطيسي هو اختبار تصوير يستخدم المجالات المغناطيسية وموجات الراديو لإنشاء صور مفصلة للبطن. يمكن أن يساعد في تحديد حصوات المرارة ومضاعفات أخرى لالتهاب المرارة.
- التصوير الوعائي الصفراوي بالمنظار (ERCP): وهو إجراء يستخدم لتصوير القنوات الصفراوية وعلاج أي انسداد فيها.
علاج التهاب المرارة
يعتمد علاج التهاب المرارة على شدة الأعراض والتاريخ الصحي للمريض. في معظم الحالات، يتضمن العلاج استئصال المرارة جراحيًا، وهو إجراء يُعرف باسم استئصال المرارة.
استئصال المرارة هو إجراء شائع يتم إجراؤه بالمنظار، مما يعني أنه ينطوي على إحداث عدة شقوق صغيرة في البطن وإدخال كاميرا رفيعة طويلة وأدوات جراحية. يسمح هذا للجراح بإزالة المرارة دون إجراء شق كبير.
في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى جراحة مفتوحة لاستئصال المرارة. يحدث هذا عادةً إذا كانت المرارة ملتهبة بشدة أو إذا كانت هناك مضاعفات.
بالإضافة إلى الجراحة، قد يشمل علاج التهاب المرارة ما يلي:
- الصيام: لإراحة المرارة وتقليل التهابها.
- السوائل الوريدية: لمنع الجفاف وتعويض السوائل المفقودة.
- الأدوية المسكنة للألم: لتقليل الألم وعدم الراحة.
- الأدوية المضادة للقىء: لتقليل الغثيان والقيء.
- المضادات الحيوية: لعلاج العدوى.
مضاعفات التهاب المرارة
إذا تُرك التهاب المرارة دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك:
- التهاب المرارة القيحي: يحدث هذا عندما تملأ المرارة بالصديد. يمكن أن يسبب ألمًا شديدًا وحمى ويمكن أن يكون مهددًا للحياة.
- تمزق المرارة: يمكن أن تتمزق المرارة إذا أصبحت ملتهبة بشدة. يمكن أن يسبب هذا عدوى خطيرة في البطن.
- انسداد القناة الصفراوية: يمكن أن تسد حصوات المرارة القناة الصفراوية، وهي الأنبوب الذي ينقل العصارة الصفراوية من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة. يمكن أن يسبب هذا اليرقان وألم البطن ومشاكل في الكبد.
- التهاب البنكرياس: التهاب البنكرياس هو التهاب في البنكرياس. يمكن أن يحدث عندما تسد حصوات المرارة القناة البنكرياسية، وهي الأنبوب الذي ينقل إنزيمات البنكرياس إلى الأمعاء الدقيقة.
الوقاية من التهاب المرارة
لا توجد طريقة مضمونة للوقاية من التهاب المرارة، ولكن هناك أشياء يمكنك القيام بها لتقليل المخاطر، بما في ذلك:
- الحفاظ على وزن صحي: الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بحصوات المرارة.
- اتباع نظام غذائي صحي: النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة وقليل الدهون المشبعة والكوليسترول يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بحصوات المرارة.
- ممارسة الرياضة بانتظام: يمكن أن تساعد التمارين الرياضية المنتظمة في الحفاظ على وزن صحي وتقليل خطر الإصابة بحصوات المرارة.
- تجنب فقدان الوزن السريع: يمكن أن يزيد فقدان الوزن السريع من خطر الإصابة بحصوات المرارة.
- التحدث إلى طبيبك حول الأدوية: يمكن لبعض الأدوية، مثل حبوب منع الحمل، أن تزيد من خطر الإصابة بحصوات المرارة.
نصيحة المجلة
إذا كنت تعاني من أي أعراض لالتهاب المرارة، فمن المهم طلب المشورة الطبية على الفور. يمكن أن يساعد التشخيص والعلاج المبكر في منع المضاعفات الخطيرة.