ما هو وجع القلب؟
يشير وجع القلب إلى الشعور بألم أو ضيق أو انزعاج في منطقة الصدر، ويمكن أن يكون هذا الألم حادًا أو خفيفًا، وقد يكون مستمرًا أو متقطعًا، وغالبًا ما يرتبط وجع القلب بمشاكل في القلب والأوعية الدموية، ولكن يمكن أن يكون ناتجًا عن أسباب أخرى.
يعد ألم الصدر أحد الأعراض الشائعة التي تثير القلق لدى الكثيرين، وغالبًا ما يربطونها بأمراض القلب الخطيرة، ولكن في الحقيقة يوجد العديد من الأسباب المحتملة لوجع القلب، بعضها بسيط ويزول من تلقاء نفسه، والبعض الآخر يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا.
تعرف في هذا المقال على أبرز أسباب وجع القلب.
أسباب وجع القلب
تتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الشعور بألم أو ضيق في منطقة الصدر، ويمكن تقسيمها إلى مجموعتين رئيسيتين، هما:
- أسباب وجع القلب المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية.
- أسباب وجع القلب غير المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية.
نوضح فيما يلي أبرز هذه الأسباب:
أسباب وجع القلب المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية
تتضمن أسباب وجع القلب المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية ما يلي:
الذبحة الصدرية
تحدث الذبحة الصدرية عندما لا يحصل جزء من عضلة القلب على كمية كافية من الدم الغني بالأكسجين، وغالبًا ما يكون السبب هو مرض الشريان التاجي الذي يؤدي إلى تراكم الترسبات الدهنية في الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب، مما يسبب تضيقها وإعاقة تدفق الدم.
يمكن أن يسبب ذلك ألمًا في الصدر يشبه الضغط أو الثقل أو الحرقة، وقد ينتشر الألم إلى الذراع الأيسر أو الرقبة أو الفك أو الظهر أو الكتف، وغالبًا ما يحدث ألم الذبحة الصدرية أثناء ممارسة الرياضة أو التعرض للتوتر أو الإجهاد، وقد يستمر لبضع دقائق ثم يختفي عند الراحة أو تناول أدوية الذبحة الصدرية.
النوبة القلبية
تحدث النوبة القلبية عندما ينسد أحد الشرايين التاجية بشكل كامل بجلطة دموية، مما يؤدي إلى توقف تدفق الدم إلى جزء من عضلة القلب، ويمكن أن يسبب ذلك تلفًا دائمًا في عضلة القلب.
تتشابه أعراض النوبة القلبية مع أعراض الذبحة الصدرية، ولكنها تكون أكثر حدة وتستمر لفترة أطول، وقد يصاحبها أعراض أخرى، مثل: ضيق التنفس، والتعرق، والغثيان، والدوخة، والإغماء.
التهاب التامور
هو التهاب يصيب التامور وهو الغشاء الرقيق المحيط بالقلب، ويمكن أن يسبب ذلك ألمًا في الصدر يزداد سوءًا عند التنفس بعمق أو الاستلقاء، وقد يصاحبه أعراض أخرى، مثل: الحمى، والسعال، وضيق التنفس.
تشريح الشريان الأورطي
هو تمزق في الجدار الداخلي للشريان الأورطي وهو الشريان الرئيسي الذي ينقل الدم من القلب إلى باقي الجسم، ويمكن أن يسبب ذلك ألمًا مفاجئًا وشديدًا في الصدر أو الظهر، وقد ينتشر الألم إلى الرقبة أو الفك أو الذراعين.
يعد تشريح الشريان الأورطي حالة طبية طارئة تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا، وفي حال عدم علاجه يمكن أن يسبب الوفاة.
ارتفاع ضغط الدم الرئوي
يحدث ارتفاع ضغط الدم الرئوي عندما يرتفع ضغط الدم في الشرايين الرئوية، مما يجعل من الصعب على القلب ضخ الدم إلى الرئتين، ويمكن أن يسبب ذلك ألمًا في الصدر وضيقًا في التنفس، خاصة أثناء ممارسة الرياضة.
أسباب وجع القلب غير المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية
لا ترتبط جميع أسباب وجع القلب بمشاكل في القلب أو الأوعية الدموية، فقد يكون الألم ناتجًا عن مشاكل في الجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي أو الجهاز العضلي الهيكلي أو غيرها.
نوضح فيما يلي أبرز هذه الأسباب:
- حرقة المعدة أو ارتجاع المريء: يحدث ارتجاع المريء عندما يتسرب حمض المعدة إلى المريء، مما يسبب ألمًا حارقًا في الصدر أو الحلق.
- مشاكل المرارة: يمكن أن تسبب حصوات المرارة أو التهاب المرارة ألمًا في الصدر، خاصة بعد تناول وجبة دسمة.
- مشاكل البنكرياس: يمكن أن يسبب التهاب البنكرياس ألمًا في الصدر ينتشر إلى الظهر.
- مشاكل الرئة: يمكن أن تسبب بعض مشاكل الرئة، مثل: التهاب الجنبة، والانصمام الرئوي، وارتفاع ضغط الدم الرئوي ألمًا في الصدر.
- مشاكل العضلات والعظام: يمكن أن يسبب التهاب الغضروف الضلعي أو شد عضلات الصدر ألمًا في الصدر.
- الهربس النطاقي: يمكن أن يسبب الهربس النطاقي ألمًا في الصدر وطفحًا جلديًا مؤلمًا، خاصة في جانب واحد من الجسم.
- نوبات الهلع: يمكن أن تسبب نوبات الهلع أعراضًا مشابهة لأعراض النوبة القلبية، مثل: ألم الصدر، وسرعة ضربات القلب، وضيق التنفس، والتعرق، والدوخة.
نصيحة المجلة
في حال الشعور بألم في الصدر، خاصة إذا كان الألم شديدًا أو مفاجئًا أو مصحوبًا بأعراض أخرى، مثل: ضيق التنفس، والتعرق، والغثيان، والدوخة، فمن المهم طلب الرعاية الطبية الطارئة على الفور؛ لتشخيص السبب وتلقي العلاج المناسب.
يساعد التشخيص المبكر والعلاج الفوري في تقليل خطر حدوث مضاعفات خطيرة، مثل: تلف عضلة القلب، والسكتة الدماغية، والموت.