أنواع الصداع: دليل مفصل لتشخيص مسببات الصداع المختلفة

أنواع الصداع: دليل مفصل لتشخيص مسببات الصداع المختلفة

الصداع، ذلك الألم الذي يصيبنا في الرأس ويتراوح بين الخفيف والمتوسط إلى الشديد، ويمكن أن يكون متقطعاً أو مستمراً، ويصيبنا شهرياً أو أسبوعياً أو حتى يومياً. قد نشعر به في الجبهة أو الصدغ أو قرب العينين أو مؤخرة الرأس، وقد ينتشر إلى أحد شقي الوجه أو كليهما. وفي بعض الأحيان، قد يصاحب الصداع أعراض أخرى مثل الغثيان والقيء واضطرابات الرؤية والمزاج.

في هذا المقال، سنأخذك في جولة شاملة حول أنواع الصداع المختلفة، بدءاً من الصداع العضوي إلى الصداع غير العضوي، مروراً بتأثير الطعام والكافايين والروائح وغيرها من العوامل. سنستكشف معاً الأسباب والأعراض وطرق العلاج لكل نوع من أنواع الصداع، لنساعدك على فهم هذه الحالة الشائعة وإيجاد الراحة التي تحتاجها.

الصداع العضوي

يحدث الصداع العضوي بسبب مرض أو إصابة عضوية، وتشكل نسبة حدوثه أقل من 10% من مجموع حالات الصداع. ويمكن أن ينشأ عن أسباب مختلفة، بما في ذلك:

  • ضربة خفيفة على الرأس
  • الحمى
  • الأورام الدماغية
  • ارتفاع ضغط الدم الكبير والحاد
  • اضطرابات أعضاء الجسم مثل العين، والأذن الوسطى، والجيوب الأنفية، والأسنان
  • الإمساك
  • مشاكل في الرؤية مثل قصر أو انحراف البصر
  • مشاكل النساء مثل صداع ما قبل الحيض واحتباس السوائل قبل الحيض

الصداع غير العضوي

أما الصداع غير العضوي، فهو النوع الأكثر شيوعاً، حيث تشكل نسبة حدوثه أكثر من 90% من حالات الصداع. وينشأ هذا النوع من الصداع بسبب تبدلات فسيولوجية أو وظيفية في مناطق معينة من الرأس، مثل الأوعية الدموية والعضلات. ومن أكثر أنواع الصداع غير العضوية شيوعاً:

صداع الشقيقة (الصداع النصفي)

يعد صداع الشقيقة من أكثر أنواع الصداع شيوعاً، وهو يصيب حوالي 12% من سكان الولايات المتحدة. يتميز هذا النوع من الصداع بألم نابض وشديد في أحد جانبي الرأس، وقد يصاحبه الغثيان والحساسية للضوء والصوت. يمكن أن تستمر نوبة صداع الشقيقة من 4 ساعات إلى 3 أيام إذا لم يتم علاجها.

يمكن أن يسبق صداع الشقيقة ما يعرف بـ "الهالة"، والتي تشمل أعراضاً بصرية أو حسية أو لفظية. وتشمل الأعراض البصرية رؤية أضواء متوهجة أو خطوط متموجة، بينما تشمل الأعراض الحسية الشعور بالخدر أو الوخز في الوجه أو الذراعين. أما الأعراض اللفظية فقد تشمل صعوبة في التحدث.

صداع التوتر

يعد صداع التوتر أكثر أنواع الصداع شيوعاً، حيث يعاني منه حوالي 70% من سكان الولايات المتحدة في مرحلة ما من حياتهم. يتميز هذا النوع من الصداع بألم خفيف إلى متوسط الشدة، ويشعر به الشخص على شكل ضغط أو شد في الرأس، وقد يصيب كلا الجانبين أو مؤخرة الرأس والعنق. يمكن أن يستمر صداع التوتر من 30 دقيقة إلى عدة أيام، وقد يصبح مزمناً إذا حدث أكثر من 15 يوماً في الشهر لمدة 3 أشهر.

الصداع العنقودي

يعد الصداع العنقودي أقل شيوعاً مقارنة بصداع الشقيقة وصداع التوتر، وهو أكثر شيوعاً لدى الرجال مقارنة بالنساء. يتميز هذا النوع من الصداع بألم شديد وحاد في أحد جانبي الرأس، غالباً حول العين، وقد يصاحبه احمرار في العين وتدميع وسيلان في الأنف. تحدث نوبات الصداع العنقودي بشكل متكرر خلال فترة زمنية معينة، ثم تختفي لفترة قبل أن تعود مرة أخرى.

أنواع أخرى من الصداع

بالإضافة إلى الأنواع السابقة، هناك أنواع أخرى من الصداع التي قد تكون أقل شيوعاً أو مرتبطة بعوامل معينة. وتشمل هذه الأنواع:

الصداع الناتج عن الطعام

يمكن أن تسبب بعض الأطعمة الصداع، خاصة تلك التي تحتوي على مكونات معينة مثل الغلوتامات monosodium glutamate (MSG)، والتي تستخدم بشكل شائع في المأكولات الشرقية والطعام المعلب. يمكن أن يؤدي تناول هذه المادة إلى تمدد الأوعية الدموية، مما قد يسبب الصداع المصحوب بأعراض أخرى مثل الشعور بالضغط أو الضيق في الوجه والرأس والعنق.

صداع الكافايين

يمكن أن يكون للكافايين، الموجود في القهوة والشاي والمشروبات الأخرى، تأثير مزدوج على الصداع. فمن ناحية، يمكن أن يقلل الكافايين من الصداع عن طريق تقليص الأوعية الدموية. ومن ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي الإفراط في استهلاك الكافايين أو الإقلاع المفاجئ عنه إلى توسع الأوعية الدموية، مما يسبب الصداع.

صداع الروائح

يمكن أن تؤثر الروائح القوية، سواء كانت عطوراً أو روائح الطهو، على الأشخاص الذين يعانون من الصداع، خاصة أولئك الذين يعانون من الشقيقة. يمكن أن تثير هذه الروائح الصداع أو تزيد من شدته.

صداع الأدوية

في بعض الأحيان، قد يكون الصداع أثراً جانبياً لبعض الأدوية. إذا أصبت بالصداع بعد تناول دواء معين، فيجب عليك استشارة الطبيب قبل التوقف عن تناول الدواء. تشمل الأدوية التي قد تسبب الصداع لدى بعض الأشخاص أقراص منع الحمل، وأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، وبعض أدوية علاج الصداع، والأدوية النفسية.

صداع التمارين الرياضية

يمكن أن تؤدي الممارسة العنيفة للتمارين الرياضية، خاصة في فصل الصيف أو في المناطق المرتفعة، إلى الصداع لدى بعض الأشخاص.

صداع الممارسة الجنسية

يمكن أن يصيب هذا النوع من الصداع الرجال والنساء خلال النشاط الجنسي، وقد يكون سببه التقلصات الزائدة لعضلات الرأس والعنق أو الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم.

صداع السعال

قد يشير الصداع الناتج عن السعال أو العطس أو الانحناء إلى وجود مشكلة صحية أكثر خطورة، مثل أورام الدماغ. لذلك، من المهم استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من هذا النوع من الصداع.

صداع إجهاد العين

يمكن أن يؤدي التركيز الشديد على شاشات الأجهزة الإلكترونية أو القراءة لفترات طويلة أو التدقيق في مواد صغيرة إلى صداع إجهاد العين. ويمكن أن يساعدك التباعد عن الشاشة وتعديل الإضاءة والراحة المنتظمة للعينين على تخفيف هذا النوع من الصداع.

صداع النوم

يمكن أن يكون النوم لمدة طويلة أو قصيرة جداً أو النوم العميق أو تغيير مواعيد النوم المعتادة سبباً في الإصابة بالصداع.

صداع الضجيج

يمكن أن تؤدي الأصوات المرتفعة والضوضاء، مثل آلات المصانع أو الموسيقى الصاخبة، إلى الصداع، سواء كان ذلك بسبب الضجيج نفسه أو الانفعال الناتج عنه.

نصيحة المجلة

إذا كنت تعاني من الصداع المتكرر، فمن المهم أن تحاول تحديد محفزات الصداع الخاصة بك وتجنبها. قد يكون ذلك عن طريق تتبع الأطعمة التي تتناولها، أو الأنشطة التي تقوم بها، أو العوامل البيئية المحيطة بك. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعدك ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل والتنفس العميق، على تخفيف التوتر وعلاج الصداع. إذا استمر الصداع أو أثر على حياتك اليومية، فلا تتردد في استشارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.

أحدث أقدم