تعرّف على اضطراب تعدد الشخصيات وكيفية التعامل مع هذا المرض

تعرّف على اضطراب تعدد الشخصيات وكيفية التعامل مع هذا المرض

دليلك الشامل لفهم اضطراب تعدد الشخصيات

يعد اضطراب تعدد الشخصيات، أو ما يعرف باضطراب الهوية الانفصامية، أحد الاضطرابات النفسية المعقدة التي حيرت الأطباء والعلماء على مر السنين. وقد جذب هذا الموضوع اهتمام العامة أيضاً، خاصة مع تصويره في الأفلام والروايات، مما خلق الكثير من الفضول والأسئلة حول هذا الاضطراب. في هذا المقال، سنأخذك في رحلة شاملة لفهم اضطراب تعدد الشخصيات من جميع جوانبه، بدءاً من تعريفه وأعراضه، مروراً بأسبابه وطرق علاجه، وأخيراً تقديم نصائح عملية للتعامل مع المصابين بهذا الاضطراب.

ما هو اضطراب تعدد الشخصيات؟

اضطراب تعدد الشخصيات، أو اضطراب الهوية الانفصامية، هو حالة نفسية نادرة يحدث فيها انقسام في شخصية الفرد إلى شخصيتين أو أكثر، لكل منها خصائصها وصفاتها المميزة، وقد تختلف هذه الشخصيات في الجنس أو العمر أو حتى اللغة. وتكون هذه الشخصيات مستقلة عن بعضها، حيث تملك ذكريات وأفكاراً ومشاعر مختلفة، وقد تتناوب السيطرة على سلوك الفرد.

أعراض اضطراب تعدد الشخصيات:

هناك عدة أعراض رئيسية لاضطراب تعدد الشخصيات، وتشمل:

  • وجود شخصيتين أو أكثر: حيث قد يلاحظ الفرد أو المحيطون به ظهور شخصيات مختلفة، لكل منها اسمها وصفاتها وذكرياتها الخاصة.
  • فقدان الذاكرة: يعاني المصابون باضطراب تعدد الشخصيات من فقدان الذاكرة، حيث قد لا تتذكر إحدى الشخصيات الأحداث أو الأفعال التي قامت بها شخصية أخرى.
  • الشعور بالانفصال: قد يشعر الفرد المصاب بالانفصال عن جسده أو أفعاله، كما قد يواجه صعوبة في تذكر ماضيه أو التعرف على نفسه في المرآة.
  • اضطرابات في الإدراك: قد يعاني المصابون من تشوهات في الإدراك، مثل رؤية الأشياء أكبر أو أصغر من حجمها الطبيعي، أو سماع أصوات غير موجودة.
  • أعراض أخرى: قد تشمل الأعراض أيضاً القلق والاكتئاب والغضب المفاجئ وتقلبات المزاج واضطرابات النوم والأكل.

أسباب اضطراب تعدد الشخصيات:

لا يزال العلماء يبحثون في الأسباب الدقيقة لاضطراب تعدد الشخصيات، ولكن هناك عدة نظريات وعوامل تساهم في حدوث هذا الاضطراب، وتشمل:

  • الصدمات النفسية: تعتبر الصدمات النفسية في مرحلة الطفولة أحد العوامل الرئيسية في تطور اضطراب تعدد الشخصيات. حيث قد تؤدي الصدمات، مثل الإيذاء الجسدي أو الجنسي أو العاطفي، إلى انقسام الشخصية كآلية دفاعية للتعامل مع الألم.
  • العوامل الوراثية: تشير بعض الدراسات إلى وجود عوامل وراثية تزيد من احتمالية الإصابة باضطراب تعدد الشخصيات.
  • البيئة المحيطة: يمكن أن تلعب البيئة المحيطة، مثل التعرض للعنف أو الإهمال أو عدم الاستقرار في مرحلة الطفولة، دوراً في تطور الاضطراب.
  • اضطرابات أخرى: قد يكون اضطراب تعدد الشخصيات مرتبطاً باضطرابات نفسية أخرى، مثل اضطراب الكرب التالي للصدمة أو اضطرابات المزاج أو القلق.

الفرق بين الفصام وتعدد الشخصيات

غالباً ما يخلط الناس بين اضطراب تعدد الشخصيات والفصام، ولكن هناك اختلافات رئيسية بينهما:

  • في الفصام، يعاني الفرد من تشوهات في الإدراك والتفكير، وقد تشمل الأعراض الهلوسة واضطرابات الفكر والسلوك غير المنظم.
  • أما في اضطراب تعدد الشخصيات، تنشأ شخصيات متعددة ومستقلة داخل الفرد، ولكل منها ذكرياتها وأفكارها ومشاعرها الخاصة.

كما يختلف العلاج بين الحالتين، حيث يتطلب الفصام علاجاً دوائياً في المقام الأول، بينما يركز علاج اضطراب تعدد الشخصيات على العلاج النفسي والتعامل مع الصدمات الكامنة.

علاج اضطراب تعدد الشخصيات

يمكن أن يكون علاج اضطراب تعدد الشخصيات فعالاً في تقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة، وتشمل خيارات العلاج:

  • العلاج النفسي: يعتبر العلاج النفسي الخط الأول في علاج اضطراب تعدد الشخصيات. ويركز العلاج على مساعدة الشخصيات المختلفة على التواصل والتعاون، ومعالجة الصدمات النفسية الكامنة. وقد يستخدم المعالج أساليب مختلفة، مثل العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج التكاملي أو العلاج بالتعرض المطول.
  • الأدوية: قد توصف الأدوية لعلاج الأعراض المرتبطة باضطراب تعدد الشخصيات، مثل القلق أو الاكتئاب أو الأرق. ولكن لا يوجد دواء محدد لعلاج الاضطراب نفسه.
  • العلاج الداعم: قد يستفيد المصابون باضطراب تعدد الشخصيات من خدمات الدعم، مثل المجموعات العلاجية أو برامج التعليم والتدريب، والتي تساعدهم على إدارة حياتهم اليومية وتحسين مهاراتهم الاجتماعية والوظيفية.

كيفية التعامل مع مريض تعدد الشخصيات

إذا كنت تعرف شخصاً مصاباً باضطراب تعدد الشخصيات، فهناك عدة أمور عليك مراعاتها عند التعامل معه:

  • تقبل جميع الشخصيات: من المهم أن تتقبل جميع الشخصيات الموجودة وتتعامل معها باحترام وتفهم. حاول أن تتعرف على كل شخصية وسماتها وصفاتها.
  • شجع التواصل: شجع الشخصيات المختلفة على التواصل والتعاون فيما بينها، خاصة عند اتخاذ القرارات المهمة.
  • كن داعماً: قدم الدعم والتشجيع للفرد المصاب، وساعده على الشعور بالأمان والثقة. كن صبوراً وتفهم أن التعافي قد يستغرق وقتاً.
  • تعلم عن الاضطراب: تعلم قدر استطاعتك عن اضطراب تعدد الشخصيات، واطلع على تجارب الآخرين، وذلك لفهم أفضل لما يمر به المصابون بهذا الاضطراب.
  • اطلب المساعدة: إذا شعرت أنك غير قادر على التعامل مع الموقف، فلا تتردد في طلب المساعدة من المختصين، مثل الأطباء النفسيين أو المعالجين.

نصيحة مجلة الطب

اضطراب تعدد الشخصيات هو حالة معقدة ونادرة، وقد يكون من الصعب التعامل معها دون مساعدة المختصين. إذا كنت تعتقد أنك أو أحد المقربين منك يعاني من أعراض هذا الاضطراب، فلا تتردد في طلب المساعدة الطبية والنفسية. تذكر أن العلاج المبكر والفعال يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في تحسين جودة الحياة للمصابين باضطراب تعدد الشخصيات.

أحدث أقدم