مرض كرون: الأعراض والأسباب والعلاج

ما هو مرض كرون؟

مرض كرون (بالإنجليزية: Crohn disease)، هو حالة التهابية مزمنة تصيب الجهاز الهضمي، ويمكن أن يؤثر على أي جزء من الجهاز الهضمي من الفم إلى فتحة الشرج، ولكنه غالبًا ما يؤثر على الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة والقولون.

يُعد مرض كرون أحد أمراض الأمعاء الالتهابية (IBD) التي تسبب التهابًا مزمنًا في الجهاز الهضمي، ويُصنف مرض كرون على أنه مرض مناعي ذاتي، حيث يهاجم الجهاز المناعي للجسم عن طريق الخطأ الأنسجة السليمة في الجهاز الهضمي.

يُعد مرض كرون حالة صحية مزمنة، أي أنه لا يوجد علاج شافٍ له، ولكن يمكن السيطرة على أعراضه والوقاية من حدوث مضاعفات خطيرة من خلال اتباع خطة علاج مناسبة.

تعرف في هذا المقال على مرض كرون وأعراضه وأسبابه وطرق علاجه.

أعراض مرض كرون

تختلف أعراض مرض كرون من شخص لآخر، وقد تتراوح من خفيفة إلى شديدة، ويمكن أن تتطور الأعراض تدريجيًا أو تظهر فجأة، وقد يعاني بعض الأشخاص من فترات طويلة من هدوء الأعراض (هجوع) تتخللها نوبات من تفاقم الأعراض (انتكاسات).

تتضمن أبرز أعراض مرض كرون ما يلي:

1. إسهال
2. ألم في البطن وتقلصات
3. دم في البراز
4. حمى
5. فقدان الوزن
6. التعب والإرهاق
7. تقرحات الفم
8. فقدان الشهية
9. ألم حول فتحة الشرج، مع نزيف أو خروج إفرازات

قد يعاني بعض المصابين بمرض كرون أيضًا من أعراض خارج الجهاز الهضمي، مثل:

1. التهاب المفاصل
2. التهاب العين
3. مشاكل جلدية
4. التهاب الكبد أو القنوات الصفراوية
5. حصوات الكلى
6. فقر الدم بسبب نقص الحديد
7. تأخر النمو والتطور الجنسي عند الأطفال

أسباب مرض كرون

لا يزال السبب الدقيق لمرض كرون غير معروف، ولكن يُعتقد أن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية والمناعية تساهم في الإصابة به.

تتضمن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض كرون ما يلي:

1. العوامل الوراثية: يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بمرض كرون أكثر عرضة للإصابة به.
2. العوامل البيئية: يُعتقد أن بعض العوامل البيئية، مثل التدخين، واتباع نظام غذائي غني بالدهون، وتناول بعض الأدوية، قد تزيد من خطر الإصابة بمرض كرون.
3. العوامل المناعية: يحدث مرض كرون عندما يهاجم الجهاز المناعي للجسم عن طريق الخطأ الأنسجة السليمة في الجهاز الهضمي، ولا يزال السبب وراء ذلك غير مفهوم تمامًا.

علاج مرض كرون

لا يوجد علاج شافٍ لمرض كرون، ولكن تهدف خطة العلاج إلى السيطرة على الأعراض ومنع حدوث المضاعفات، وقد تشمل خطة العلاج ما يلي:

الأدوية:

1. مضادات الالتهاب
2. الكورتيكوستيرويدات
3. أدوية تثبيط المناعة
4. المضادات الحيوية
5. أدوية أخرى لعلاج أعراض محددة، مثل الإسهال أو الألم

الجراحة:

قد تكون الجراحة ضرورية في بعض الحالات، مثل:

1. علاج المضاعفات، مثل انسداد الأمعاء أو النواسير
2. استئصال جزء من الأمعاء التالفة

تغيير نمط الحياة:

1. اتباع نظام غذائي صحي
2. الإقلاع عن التدخين
3. ممارسة الرياضة بانتظام
4. التحكم في التوتر

يجب على الأشخاص المصابين بمرض كرون المتابعة بانتظام مع الطبيب لمراقبة حالتهم وتعديل خطة العلاج حسب الحاجة.

مضاعفات مرض كرون

يمكن أن يؤدي مرض كرون إلى مجموعة من المضاعفات، منها:

1. انسداد الأمعاء
2. تقرحات ونواسير في الجهاز الهضمي
3. شقوق شرجية
4. سوء التغذية
5. فقر الدم
6. هشاشة العظام
7. حصوات الكلى والمرارة
8. مشاكل جلدية ومفصلية وعينية
9. زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون

التعايش مع مرض كرون

يُعد مرض كرون حالة صحية مزمنة، ويمكن أن يؤثر على جوانب مختلفة من حياة الشخص، ولكن يمكن اتخاذ بعض الخطوات للتعايش معه بشكل أفضل، منها:

1. التثقيف الذاتي حول المرض: يساعد فهم المرض وأعراضه ومضاعفاته وطرق علاجه في اتخاذ قرارات صحية أفضل والتعامل مع التحديات بشكل أفضل.
2. اتباع خطة العلاج: الالتزام بتناول الأدوية واتباع توصيات الطبيب يساعد في السيطرة على الأعراض ومنع حدوث المضاعفات.
3. تغيير نمط الحياة: اتباع نظام غذائي صحي، والإقلاع عن التدخين، وممارسة الرياضة بانتظام، والتحكم في التوتر، كلها عوامل تساعد في تحسين الصحة العامة والتقليل من حدة الأعراض.
4. الحصول على الدعم: يمكن أن يساعد الانضمام إلى مجموعات الدعم أو التحدث مع الأصدقاء والعائلة في التعامل مع التحديات النفسية والاجتماعية التي يسببها المرض.

يجب على الأشخاص المصابين بمرض كرون عدم التردد في طلب المساعدة من الطبيب أو أخصائي الصحة النفسية في حال مواجهة صعوبة في التعايش مع المرض.

نصيحة المجلة

يُعد مرض كرون حالة صحية تستدعي المتابعة المنتظمة مع الطبيب والالتزام بخطة العلاج للسيطرة على الأعراض والوقاية من حدوث مضاعفات خطيرة، كما يُنصح المصابين بمرض كرون بإجراء تغييرات على نمط حياتهم واتباع نظام غذائي صحي والإقلاع عن التدخين والسيطرة على التوتر وممارسة الرياضة بانتظام لتحسين صحتهم العامة.