شريط الأخبار

أضرار المشروبات المحلاة.. وما هي بدائلها الصحية؟

خطر المشروبات المحلاة.. وما هي بدائلها الصحية؟

تتزايد المخاوف الصحية العالمية بشأن استهلاك السكريات المضافة، خاصةً تلك الموجودة في المشروبات المحلاة. فقد أظهرت دراسات عديدة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات السمنة ومرض السكري من النوع الثاني، المرتبطة بشكل وثيق باستهلاك هذه المشروبات. لكن هل تعلم أن خطر شرب المشروبات المحلاة يتجاوز مجرد زيادة الوزن؟ تُشير دراسة حديثة أجريت في جامعة بريغهام يونغ بالتعاون مع مؤسسات ألمانية إلى أن شرب المشروبات المحلاة يمثل خطرًا أكبر على الصحة من تناول نفس الكمية من السكر في الأطعمة الصلبة. هذا الاكتشاف يضعنا أمام مسؤولية إعادة النظر في عاداتنا الغذائية، وفهم الآليات التي تجعل المشروبات المحلاة أكثر ضررًا، والبحث عن بدائل صحية تحافظ على صحتنا ونشاطنا. سنتعرف في هذا المقال على أسباب هذه الخطورة، وكيفية الحد من استهلاكها، ونتناول بدائل صحية لذيذة ومغذية.

أضرار المشروبات المحلاة: لماذا هي أخطر من الحلويات؟

يوضح الباحثون أن الفرق الرئيسي يكمن في سرعة امتصاص الجسم للسكر في المشروبات. فالسكر الموجود في الأطعمة الصلبة غالبًا ما يكون مرتبطًا بالألياف والدهون والبروتينات، مما يُبطئ امتصاصه في مجرى الدم. هذا التباطؤ يُقلل من التأثير المفاجئ على مستويات السكر في الدم، وبالتالي يقلل من الضغط على البنكرياس لإنتاج الأنسولين. أما في المشروبات المحلاة، فيُمتص السكر بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى ارتفاع حاد في مستويات السكر في الدم والأنسولين. هذا الارتفاع المفاجئ يُجهد البنكرياس ويُزيد من مقاومة الأنسولين على المدى الطويل، وهو ما يُعزز من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسمنة، وتلف الكبد الدهني.

أظهرت دراسات أخرى أن استهلاك المشروبات المحلاة يرتبط أيضًا بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الثدي وسرطان القولون. ويرجع ذلك إلى العديد من العوامل، منها الالتهابات المزمنة الناتجة عن ارتفاع السكر في الدم، وتأثير السكريات المضافة على التوازن الهرموني في الجسم.

مقارنة بين امتصاص السكر من الأطعمة الصلبة والمشروبات

للتوضيح أكثر، إليكم جدولًا يُقارن بين امتصاص السكر من مصادر مختلفة:

المصدر سرعة الامتصاص التأثير على مستوى السكر في الدم التأثير على البنكرياس
مشروبات غازية محلاة سريع جدًا ارتفاع حاد ومفاجئ إجهاد كبير
عصائر فواكه مُحلاة سريع ارتفاع سريع إجهاد معتدل
حلويات تحتوي على دهون متوسط ارتفاع تدريجي إجهاد منخفض
فاكهة كاملة بطيء ارتفاع تدريجي خفيف لا يُسبب إجهادًا

أنواع المشروبات المحلاة ومصادرها

تتنوع المشروبات المحلاة، وتشمل العديد من المنتجات التي نستهلكها يوميًا دون أن ندرك مخاطرها الكبيرة. فإضافة السكر إلى المشروبات يزيد من جاذبيتها، لكنه يضيف أيضًا كمية كبيرة من السعرات الحرارية الفارغة التي لا تُقدم أي فوائد غذائية.

من أهم أنواع المشروبات المحلاة:

  • المشروبات الغازية: تُعتبر من أكثر مصادر السكريات المضافة ضررًا، فهي تحتوي على كمية عالية من السكر والمحليات الصناعية، بالإضافة إلى مواد حافظة قد تضر بالصحة.
  • العصائر المُحلاة: على الرغم من احتواء بعض العصائر على فيتامينات ومعادن، إلا أن معظمها يُحلى بكميات كبيرة من السكر المضاف، مما يُلغي فوائده الغذائية ويُزيد من أضراره.
  • مشروبات الطاقة: تحتوي على كمية عالية من الكافيين والسكر، مما يُسبب ارتفاعًا حادًا في مستوى الطاقة، يتبعه هبوط حاد.
  • مشروبات رياضية مُحلاة: تُستخدم عادة بعد التمارين الرياضية، لكن الكثير منها يحتوي على كميات عالية من السكر المضاف، مما يُلغي فائدتها.
  • الشاي والقهوة المُحلاة: تُشكل إضافة السكر إلى هذه المشروبات مصدرًا إضافيًا للسكريات المضافة.

نصائح للحد من استهلاك المشروبات المحلاة

يُمكنك الحد من استهلاك المشروبات المحلاة باتباع بعض النصائح البسيطة والفعّالة:

  1. شرب الماء: الماء هو أفضل مشروب لترطيب الجسم، وهو خالٍ من السعرات الحرارية والسكر.
  2. اختيار العصائر الطبيعية بدون سكر مضاف: يُمكنك تحضير العصائر في المنزل باستخدام الفواكه الطازجة دون إضافة سكر.
  3. تقليل كمية السكر المضافة للمشروبات: إذا كنت تُحب إضافة السكر للمشروبات، فحاول تقليل الكمية تدريجيًا حتى تصل إلى عدم إضافة أي سكر.
  4. قراءة ملصقات المنتجات الغذائية: انتبه إلى كمية السكر المضافة في المنتجات التي تشتريها، واختر المنتجات التي تحتوي على أقل كمية من السكر.
  5. استبدال المشروبات المحلاة ببدائل صحية: يُمكنك استبدال المشروبات المحلاة بالشاي الأخضر أو شاي الأعشاب، أو الماء المنكه بنكهة طبيعية مثل الليمون أو النعناع.
  6. تحديد عدد المشروبات المحلاة التي تتناولها يوميًا: ضع هدفًا لتقليل عدد المشروبات المحلاة التي تتناولها يوميًا، ثم حاول الالتزام بهذا الهدف.
  7. التركيز على الطعام الكامل: تناول الأطعمة الكاملة غير المصنعة، والتي تحتوي على الألياف، والفيتامينات، والمعادن، يساعد على الشعور بالشبع والتقليل من الرغبة في شرب المشروبات المحلاة.
  8. التدرج في التغيير: لا تُحاول التغيير بشكل مفاجئ، بل حاول التدرج في تقليل استهلاك المشروبات المحلاة، لتسهيل عملية التكيف.

بدائل صحية لذيذة للمشروبات المحلاة

لا يعني التخلي عن المشروبات المحلاة أن نتنازل عن المتعة. هناك العديد من البدائل الصحية واللذيذة التي تُوفر الترطيب اللازم للجسم دون إضافة أي سكريات ضارة:

  • الماء: الخيار الأمثل للترطيب، يُمكنك إضافة شرائح من الليمون، الخيار، أو الفواكه الطازجة لإضفاء نكهة مميزة.
  • شاي الأعشاب: يُقدم شاي الأعشاب مثل النعناع، البابونج، والزنجبيل، العديد من الفوائد الصحية، بالإضافة إلى نكهته اللذيذة.
  • الماء المنكه طبيعيًا: استخدم الفواكه الطازجة أو الخضروات لإضافة نكهة طبيعية للماء، بدلًا من استخدام المحليات الصناعية.
  • العصائر الطازجة من الفاكهة: يُمكنك تحضير عصائر طبيعية من الفواكه الطازجة في المنزل، مع مراعاة عدم إضافة أي سكر.
  • الحليب الخالي من الدسم أو قليل الدسم: يُمكنك إضافة القليل من العسل أو التمر كمُحلي طبيعي، لكن بكميات قليلة.
  • الماء مع شرائح الخيار والنعناع: مشروب منعش ومرطب، يُساعد على طرد السموم من الجسم.

جدول مقارنة بين المشروبات المحلاة وبدائلها الصحية

يوضح الجدول التالي مقارنة بين المشروبات المحلاة وبدائلها الصحية من حيث المحتوى الغذائي والفوائد الصحية:

المشروب السعرات الحرارية السكر الفوائد الصحية الأضرار الصحية
مشروب غازي (355 مل) 150 سعرة حرارية 40 جرام سكر لا يوجد ارتفاع السكر في الدم، السمنة، أمراض القلب
عصير برتقال مُحلى (250 مل) 120 سعرة حرارية 25 جرام سكر فيتامين C ارتفاع السكر في الدم
ماء 0 سعرة حرارية 0 جرام سكر ترطيب الجسم لا يوجد
شاي أعشاب (250 مل) 0 سعرة حرارية 0 جرام سكر مضادات الأكسدة، الهدوء والاسترخاء لا يوجد
عصير برتقال طبيعي (250 مل) 80 سعرة حرارية 15 جرام سكر فيتامين C، ألياف أقل ضررًا من العصائر المُحلاة

أسئلة شائعة حول المشروبات المحلاة والسكري

هناك العديد من الأسئلة الشائعة حول العلاقة بين المشروبات المحلاة ومرض السكري. سنحاول الإجابة على بعضها في هذا القسم:

هل تؤدي المشروبات المحلاة إلى الإصابة بالسكري؟

لا تُسبب المشروبات المحلاة الإصابة بالسكري بشكل مباشر، ولكنها تُزيد من خطر الإصابة به، خاصةً مرض السكري من النوع الثاني. وذلك بسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل مفاجئ، مما يُجهد البنكرياس ويُزيد من مقاومة الأنسولين.

ما هي كمية المشروبات المحلاة المسموح بها يوميًا؟

توصي منظمة الصحة العالمية بالحد من استهلاك السكريات المضافة إلى أقل من 10% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية. لذلك، يُنصح بتقليل استهلاك المشروبات المحلاة قدر الإمكان، واختيار البدائل الصحية.

ما هي أفضل بدائل المشروبات المحلاة لمرضى السكري؟

يُنصح مرضى السكري باختيار المشروبات الخالية من السكر، مثل الماء، وشاي الأعشاب، والعصائر الطبيعية المُعدة في المنزل دون إضافة سكر. يجب أيضًا مراجعة الطبيب أو أخصائي التغذية لتحديد نظام غذائي مناسب.

تأثير المشروبات المحلاة على صحة القلب

لا يقتصر خطر المشروبات المحلاة على مرض السكري فقط، بل تمتد أضرارها لتشمل صحة القلب والأوعية الدموية. فارتفاع مستويات السكر في الدم يُسهم في زيادة الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار، مما يُزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل تصلب الشرايين، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية. كما أن زيادة الوزن الناتجة عن استهلاك هذه المشروبات يُزيد من الضغط على القلب، مما يُضعف وظائفه على المدى الطويل. لذلك، يُنصح بالحد من استهلاك المشروبات المحلاة للحفاظ على صحة القلب.

دور نمط الحياة في الحد من أضرار المشروبات المحلاة

بالإضافة إلى تقليل استهلاك المشروبات المحلاة، يُمكن لنمط الحياة الصحي أن يُخفف من أضرارها المحتملة. فممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وإدارة الإجهاد، تُساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، وتعزيز صحة القلب، وتقوية جهاز المناعة. يُمكنك أيضًا إضافة التمارين الرياضية إلى روتينك اليومي، مثل المشي السريع، أو ركوب الدراجة، أو السباحة. كما يُنصح بالاسترخاء والتأمل، للحد من التوتر والقلق.

في الختام، تُشير الدراسات الحديثة إلى أن المشروبات المحلاة تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة، يفوق خطر الحلويات التقليدية. سرعة امتصاص السكر في هذه المشروبات يُسبب ارتفاعًا حادًا في مستوى السكر في الدم، مما يُجهد البنكرياس ويُزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وأمراض القلب. ولكن، لا داعي للقلق، فبإمكاننا اتخاذ خطوات فعّالة للحد من استهلاك هذه المشروبات، من خلال التركيز على الماء، وشاي الأعشاب، والعصائر الطبيعية بدون سكر مضاف. تغيير عاداتنا الغذائية تدريجيًا، وتبني نمط حياة صحي، يُمكننا من حماية أنفسنا من مخاطر هذه المشروبات، والحفاظ على صحة جيدة ونشاط دائم. لا تتردد في استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية للحصول على نصائح شخصية تناسب احتياجاتك، وتذكر أن صحتك تستحق الأفضل!

الأقسام
author-img
Issa Aldababseh

إستكشاف المزيد

تعليقات

      ليست هناك تعليقات
      إرسال تعليق

        نموذج الاتصال