المشيمة المنزاحة: الأسباب والأعراض وطرق العلاج

المشيمة المنزاحة: الأسباب والأعراض وطرق العلاج

ما هي المشيمة المنزاحة؟

تعد المشيمة المنزاحة (بالإنجليزية: Placenta Previa) من المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث أثناء الحمل، وفيها تنغرس المشيمة في الجزء السفلي من الرحم بالقرب من عنق الرحم أو تغطيه بشكل كلي أو جزئي، ويؤدي ذلك إلى حدوث نزيف مهبلي، خاصة في الثلث الثالث من الحمل، وقد يهدد حياة الأم والجنين.

تابع قراءة المقال لمعرفة المزيد عن المشيمة المنزاحة وأسبابها وأنواعها وأعراضها وطرق تشخيصها وعلاجها.

أنواع المشيمة المنزاحة

تصنف المشيمة المنزاحة إلى أربعة أنواع رئيسية بناء على مدى تغطية المشيمة لعنق الرحم، وهي:

  • المشيمة المنزاحة الهامشية (بالإنجليزية: Marginal Placenta Previa): وفيها تصل المشيمة إلى حافة عنق الرحم ولكنها لا تغطيه.
  • المشيمة المنزاحة الجزئية (بالإنجليزية: Partial Placenta Previa): وفيها تغطي المشيمة جزءًا من عنق الرحم.
  • المشيمة المنزاحة الكاملة (بالإنجليزية: Complete Placenta Previa): وفيها تغطي المشيمة عنق الرحم بشكل كامل.
  • المشيمة المنخفضة (بالإنجليزية: Low-lying Placenta): وفيها تكون المشيمة قريبة من عنق الرحم ولكنها لا تصل إليه أو تغطيه.

أسباب المشيمة المنزاحة

لا يوجد سبب واضح للإصابة بالمشيمة المنزاحة، ولكن توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر حدوثها، وهي:

  1. الحمل المتعدد: تكون النساء الحوامل بتوأم أو ثلاثة توائم أكثر عرضة للإصابة بالمشيمة المنزاحة من النساء الحوامل بجنين واحد.
  2. عمر الأم: تزداد احتمالية الإصابة بالمشيمة المنزاحة لدى النساء فوق سن 35 عامًا.
  3. تاريخ الولادة القيصرية: تزداد احتمالية حدوث المشيمة المنزاحة لدى النساء اللاتي خضعن لعملية ولادة قيصرية سابقة، خاصة إذا كانت أكثر من عملية ولادة قيصرية سابقة، أو إذا كانت الولادة القيصرية مصحوبة باستئصال الورم الليفي.
  4. جراحات الرحم السابقة: قد تزيد جراحات الرحم الأخرى مثل استئصال الورم الليفي أو توسيع وكحت الرحم من خطر الإصابة بالمشيمة المنزاحة.
  5. حجم الرحم: يمكن أن يزيد حجم الرحم غير الطبيعي من احتمالية الإصابة بالمشيمة المنزاحة.
  6. التدخين: يرتبط التدخين أثناء الحمل بزيادة خطر حدوث المشيمة المنزاحة.
  7. تعاطي الكوكايين: يزيد تعاطي الكوكايين من خطر الإصابة بالمشيمة المنزاحة.

أعراض المشيمة المنزاحة

قد لا تظهر أي أعراض على بعض النساء المصابات بالمشيمة المنزاحة، ولكن في حال ظهور الأعراض فإنها غالبًا ما تتضمن ما يلي:

  1. نزيف مهبلي: يعد النزيف المهبلي غير المؤلم العرض الأكثر شيوعًا للمشيمة المنزاحة، ويحدث عادة في الثلث الثالث من الحمل، وقد يتراوح من نزيف خفيف إلى نزيف حاد يهدد حياة الأم والجنين.
  2. تقلصات الرحم: قد تعاني بعض النساء من تقلصات في الرحم، خاصة في الثلث الثالث من الحمل.
  3. نمو الجنين بشكل غير طبيعي: قد يؤدي انغراس المشيمة في الجزء السفلي من الرحم إلى صعوبة حصول الجنين على ما يكفي من الأكسجين والمواد الغذائية؛ مما يؤثر على نموه، وقد يتسبب ذلك في ولادة طفل منخفض الوزن عند الولادة.
  4. وضع الجنين غير الطبيعي: قد يسبب انغراس المشيمة بالقرب من عنق الرحم أو فوقه صعوبة نزول رأس الجنين إلى الحوض استعدادًا للولادة، وفي هذه الحالة يكون وضع الجنين غير طبيعي، مثل الوضعية المقعدية.

تشخيص المشيمة المنزاحة

يمكن للطبيب تشخيص المشيمة المنزاحة عن طريق ما يلي:

  1. السيرة المرضية والفحص السريري: يسأل الطبيب عن الأعراض التي تعاني منها المرأة الحامل، ويجري فحصًا جسديًا لها؛ لتحديد وضع الجنين وموقع المشيمة.
  2. الموجات فوق الصوتية: تساعد الموجات فوق الصوتية في تحديد موقع المشيمة ومدى تغطيتها لعنق الرحم، وتساهم أيضًا في تقييم صحة الجنين ونموه.
  3. التصوير بالرنين المغناطيسي: يمكن اللجوء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي في بعض الحالات للحصول على صورة أوضح للمشيمة والرحم.

يجب الحصول على فحص الأمواج فوق الصوتية عبر البطن قبل إجراء الفحص الرحمي أو الشرجي للتمييز بين انفصال المشيمة والمشيمة المنزاحة، حيث يعد الفحص الرحمي ممنوعًا في حالة المشيمة المنزاحة. وإذا كانت النتائج غير واضحة، يجب النظر في إجراء فحص الأمواج فوق الصوتية عبر المهبل. يجب أن يتم إجراء هذا الفحص بواسطة شخص ذو خبرة في هذا المجال، حيث تكون وضعية المرأة مهمة للغاية. يعد الفحص بالأمواج فوق الصوت حساسًا جداً في اكتشاف المشيمة المنزاحة ولكنه يحد من قدرته في تشخيص انفصال المشيمة.

علاج المشيمة المنزاحة

يعتمد علاج المشيمة المنزاحة على عدة عوامل، مثل شدة النزيف، وعمر الحمل، وصحة الأم والجنين، ووضع الجنين، وقد يشمل العلاج ما يلي:

  1. الراحة في الفراش: قد يوصي الطبيب بالراحة في الفراش أو تجنب بذل مجهود بدني للحفاظ على الحمل وتقليل النزيف.
  2. المراقبة المستمرة: تتطلب بعض حالات المشيمة المنزاحة المراقبة المستمرة للأم والجنين؛ للتأكد من صحتهما، وقد يشمل ذلك إجراء فحوصات الموجات فوق الصوتية بانتظام، ومراقبة معدل ضربات قلب الجنين، وقياس ضغط الدم للأم.
  3. نقل الدم: في حال حدوث نزيف حاد قد تحتاج الأم إلى نقل الدم.
  4. الأدوية: قد يصف الطبيب بعض الأدوية للمساعدة في وقف النزيف أو منع الولادة المبكرة.
  5. الولادة القيصرية: تعد الولادة القيصرية الخيار الأمثل للولادة في معظم حالات المشيمة المنزاحة، خاصة في حال تغطية المشيمة لعنق الرحم بشكل كامل، أو حدوث نزيف حاد.

الرعاية في قسم الطوارئ

  1. الاستقرار الهيمودينامي: يتم إدارته بواسطة السوائل الوريدية الطبيعية أو خلايا الدم الحمراء المعبأة.
  2. الاستشارة الطبية الطارئة: يجب الحصول على استشارة طبية فورية، وإجراء تحليل كامل لعدد الخلايا الدموية (CBC)، فحص النوع والتحول، دراسات التخثر الأساسية، واختبارات الكهرليت لجميع المرضى.
  3. تحليل انفصال المشيمة (DIC): يتم الحصول على هذا التحليل في حالة الاشتباه في انفصال المشيمة.
  4. حقن الجلوبيولين المناعي (RhD): تُعطى للمرضى ذوي الفصيلة السالبة للريسوس 300 ميكروغرام عضليًا.
  5. العملية الجراحية الطارئة: قد يحتاج المرضى الذين يعانون من انفصال المشيمة أو المشيمة المنزاحة إلى إجراء عملية قيصرية طارئة.
  6. تجنب استخدام مثبطات التسارع الرحمي (Tocolytics): يجب تجنب استخدامها في حالة اشتباه انفصال المشيمة.

نصيحة المجلة

يمكن أن تسبب المشيمة المنزاحة مضاعفات خطيرة تهدد حياة الأم والجنين؛ لذلك من المهم المتابعة الدورية مع الطبيب أثناء الحمل لتشخيصها مبكرًا والحصول على العلاج اللازم لتقليل مخاطرها.

أحدث أقدم